تتابع منظمة العدالة الواحدة بقلق عميق، العملية العسكرية الإسرائيلية على مخيم جنين بالضفة الغربية المحتلة، والتي أسفرت حتى اللحظة عن مقتل ثمانية مدنيين وإصابة العشرات، فضلاً عن إحداث دمار واسع في الممتلكات والمنشآت.
منذ بداية العام الجاري قتلت قوات الاحتلال الإسرائيلي ١٣٠ فلسطينياً في أنحاء الضفة الغربية، قضى معظمهم بعمليات إعدام خارج نطاق القضاء، وعليه فإن العدوان الحالي على جنين ليس حدثاً منعزلاً، وإنما جزء من سياسة أوسع لانتهاكات حقوق الإنسان طالت الفلسطينيين على مدار عقود، وازدادت وحشيتها خلال السنوات الأخيرة مع وصول اليمين المتطرف إلى السلطة في إسرائيل.
يجب التذكير بانطباق اتفاقية جنيف الرابعة على الأراضي الفلسطينية المحتلة عام ١٩٦٧، وهو ما يرتب حزمة واضحة من الالتزامات على "إسرائيل" بصفتها السلطة القائمة بالاحتلال، ومن بينها الالتزام بمبادئ القانون الدولي الإنساني وعلى رأسها الإنسانية والسببية وحالة الضرورة، وتمثل العملية العسكرية في جنين انتهاكاً صريحاً لتلك المبادئ خاصة مع الاستخدام المفرط وغير المتناسب للقوة، والذي ظهر بوضوح من خلال استخدام الطائرات الحربية في عمليات قصف المنازل داخل مخيم جنين المكتظ بالسكان المدنيين.
يظهر حجم الهجوم العسكري الإسرائيلي المفزع على مخيم جنين، والذي أسفر عن سقوط ضحايا من المدنيين وكذلك قصف المنازل من قبل الطائرات الحربية، الحاجة إلى وجود آليات دولية واضحة تضع حداً للانتهاكات الإسرائيلية المتواصلة بحق الفلسطينيين، بدءاً من إيجاد حل لقضية اللاجئين الفلسطينيين الذين يتم مهاجمة أحد أشهر مخيماتهم في الضفة الغربية، استناداً لقرار الجمعية العامة للأمم المتحدة رقم ١٩٤، ووصولاً إلى إنهاء الاحتلال المستمر للأراضي الفلسطينية منذ عقود، كما تشدد العدالة الواحدة على ضرورة ضمان مساءلة القادة الإسرائيليين المتورطين في الانتهاكات بحق الفلسطينيين.
إزاء ذلك تعرب منظمة العدالة الواحدة عن إدانتها لكافة الانتهاكات الإسرائيلية بحق الفلسطينيين وآخرها العدوان على مخيم جنين، وتطالب الجهات الدولية الفاعلة وعلى رأسها الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي إلى ممارسة دور فاعل في قمع تلك الانتهاكات وإلزام السلطات الإسرائيلية احترام قواعد وأحكام القانون الدولي في الأراضي الفلسطينية المحتلة.
منظمة العدالة الواحدة ـ فرنسا
٣ يوليو ٢٠٢٣